تحسّن الضغط والتمرير لدى يونايتد.. الآن يحتاجون إلى الحسم القاتل
لوري ويتويل- نيويورك تايمز
Monday, 23-Sep-2024 06:57

بالنظر إلى آخر مرّة غادر فيها المدرب الهولندي إريك تين هاغ ملعب «سيلهرست بارك»، وكان منصبه تحت تدقيق شديد، كانت هذه زيارة أكثر طمأنة إلى معقل كريستال بالاس. وكما حدث في تلك الليلة في أيار الماضي، فشل مانشستر يونايتد في تسجيل أي هدف، ولكن في تلك المناسبة تمكنوا من تجنّب تلقّي 4 أهداف، وبدوا وكأنّهم مجموعة من الأشخاص الذين لم يلعبوا كرة القدم معاً من قبل.

قدّموا أداءً أفضل بكثير في التعادل السلبي، السبت. في الواقع، كان الشوط الأول ربما العرض الأكثر اكتمالاً لأسلوب لعب تين هاغ المثالي منذ تعيينه كمدرب في صيف 2022.

 

عند نهاية الشوط الأول، استحوذ يونايتد على 68% من الكرة، وأطلقوا 9 تسديدات وخلقوا 5 فرص كبيرة. حارس بالاس، دين هندرسون، الذي كان يلعب وكأنّه يمتلك شيئاً لإثباته ضدّ النادي الذي شعر منذ فترة قصيرة بأنّه يجب أن يكون الحارس الأول فيه، قدّم تصدّيات رائعة لإثبات تلك النقطة، مانعاً أليخاندرو غارناتشو، ماتياس دي ليخت، وليساندرو مارتينيز.

 

لكنّ العنصر الأكثر إرضاءً من وجهة نظر تين هاغ كان كيفية خنق يونايتد لبالاس، واستعادوا الكرة في خط الوسط لشنّ هجمات أو أجبروا المدافعين المنافسين على التمرير إلى هندرسون، الذي بدوره سدّد كرات طويلة. خط دفاعي عالٍ سمح لجوشوا زيركزي بالضغط بثقة من مركز المهاجم.

 

مثال جيد جاء في الدقيقة 35، عندما توقّع مارتينيز بشكل جيد وتدخّل على جان-فيليب ماتيتا في دائرة الوسط وأرسل تمريرة حادة إلى برونو فيرنانديز الذي استدار بذكاء.

 

فجأة، كان لدى يونايتد فرصة بـ4 ضدّ 3، وأرسِلت الكرة إلى أماد في الجانب الأيمن ليقوم بعرضية تصدّى لها مارك جويهي ومنع فرنانديز من التسجيل. كانت تلك الهجمة جديرة بالملاحظة من الناحية التدريبية لأنّها قابلة للتكرار.

 

مع ذلك، فشل يونايتد في استغلال الفرص، ما أدّى إلى تكافؤ المنافسة بشكل أكبر في الشوط الثاني وخلق بالاس فرصه الخاصة، وكان فريق تين هاغ مديناً لأندريه أونانا في الحفاظ على التعادل. تصدّياته المزدوجة لإيدي نكيتياه وإسماعيلا سار ستكون بلا شك ضمن أفضل لحظات حراسة المرمى في الموسم.

 

لو خسروا في «سيلهرست بارك» للمرّة الثانية في أقل من 5 أشهر، لكانت النتيجة بمثابة ضربة موجعة، والسبب الأساسي يعود إلى عجز يونايتد عن التسجيل.

 

رقم الأهداف المتوقعة لهم هذا الموسم، بناءً على الفرص التي خلقوها، يبلغ 9.53، وهو الرقم الثاني بعد ليفربول (10.1) بين الأندية الـ20 في الدوري الإنكليزي الممتاز (رقم مانشستر سيتي بعد 4 مباريات هو 9.28). وفقاً لأوبتا، أهدر يونايتد 17 فرصة كبيرة، وهو الرقم الأعلى في الدوري. الرقم التالي هو 12، وهو من نصيب أستون فيلا، ليفربول، وتوتنهام.

 

من الناحية المتفائلة، يعني ذلك أنّ إجمالي أهداف يونايتد الفعلي البالغ 5 أهداف سيرتفع بشكل ملحوظ بمجرّد أن يسير كل شيء بسلاسة. لكن من الناحية المتشائمة، يعزّز ذلك الشكوك حول ما إذا كان هناك لاعبون يتمتعون بالقدرة على الحسم لزيادة حصيلة الأهداف إلى ما يتجاوز 58 و57، وهما عدد الأهداف التي سجّلها يونايتد في الموسمَين الماضيَين في الدوري الإنكليزي.

 

ماركوس راشفورد هو أقرب لاعب يملكه تين هاغ إلى كونه هدافاً موثوقاً، لكنّه بعدما أنهى سلسلة خالية من الأهداف في 12 مباراة أمام ساوثهامبتون الأسبوع الماضي، وتابع ذلك بثنائية في منتصف الأسبوع ضدّ بارنسلي في كأس الرابطة، بدا أنّ وجوده على مقاعد البدلاء يوم أمس أثر على إيقاعه عندما دخل.

 

قبل المباراة، قال تين هاغ إنّ فريقه بحاجة إلى التناوب، وبعد المباراة، من دون أن يُسأل، وجّه انتقاده لأولئك في استوديو «سكاي سبورتس» الذي كان يبثّ المباراة مباشرة في المملكة المتحدة.

 

على ما يبدو، تمّ إبلاغه بتحليل جيمي ريدناب، الدولي الإنكليزي السابق، الذي اقترح أنّ «هناك شيئاً ما لا نعرفه» بخصوص استبعاد راشفورد، فردّ تين هاغ: «التكهّنات بدأت. بعض المحلّلين. هذا جنون. أود أن أقول تقريباً إنّك كشخص لست بخير عندما تطرح مثل هذه التكهّنات إذا كنت لا تعرف ما يحدث. أنا سعيد للغاية بماركوس».

 

النقطة التي يحاول تين هاغ توضيحها هي أنّ يونايتد يجب أن يكون قادراً على تدوير اللاعبين من دون أن يصبح ذلك موضع تركيز أو شك، بنفس الطريقة التي يمكن أن يغيّر بها مانشستر سيتي أو ليفربول تشكيلتهم من دون تدقيق كبير. يبدو أنّ تين هاغ لديه الآن فريق بجودة شاملة، ويمكن القول إنّ التشكيلة التي اختارها في «سيلهرست بارك» هي الأقوى التي حصل عليها منذ تولّيه تدريب يونايتد.

الأكثر قراءة